d تركيا تكشف عن مشروع في الرياض لحل الزحام المروري في شوارع العاصمة السعودية | دليل السعودية

تركيا تكشف عن مشروع في الرياض لحل الزحام المروري في شوارع العاصمة السعودية

مشروع في الرياض لحل الزحام المروري في شوارع العاصمة السعودية
  • آخر تحديث

تعيش مدينة الرياض اليوم تحول ملحوظ في مشهدها المروري بعد سنوات من المعاناة اليومية بسبب الاختناقات والزحام المتزايد، لا سيما في بعض المحاور الحيوية التي تشهد تدفق كبير لحركة المركبات.

مشروع في الرياض لحل الزحام المروري في شوارع العاصمة السعودية 

ويأتي مشروع تطوير الجسر المعلق في وادي لبن كخطوة استراتيجية تنفذها الهيئة الملكية لمدينة الرياض ضمن خطة شاملة تهدف إلى تحسين البنية التحتية المرورية ورفع كفاءة شبكات النقل في المدينة.

هذا المشروع الضخم، الذي يتم تنفيذه من خلال تحالف سعودي تركي، يمثل أحد أهم المبادرات التي تسعى إلى معالجة الزحام عند واحدة من أكثر النقاط ازدحام في العاصمة.

ويؤمل أن يحدث نقلة نوعية ليس فقط في انسيابية حركة المرور، بل أيضا في تعزيز النسيج الحضري والخدمي لمدينة الرياض.

تحالف سعودي تركي لإنجاز المشروع

في يونيو الماضي، أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن منح عقد تطوير الجسر المعلق في وادي لبن لتحالف مشترك بين شركة IC Ictas التركية وشركة الراشد للتجارة والمقاولات السعودية.

ويبلغ إجمالي تكلفة المشروع نحو 4 مليارات ريال سعودي، وهو ما يعكس حجم الرهان الحكومي على هذا المشروع كحل جذري لأزمة المرور في المنطقة.

يتضمن العقد تنفيذ جسرين جديدين موازين للجسر القائم حاليا، على أن يضم كل جسر ستة مسارات مرورية، وهو ما سيضاعف القدرة الاستيعابية للمنطقة.

كما يشمل نطاق العمل إعادة تصميم المداخل والمخارج الخاصة بالجسر لربطها بشكل أكثر سلاسة مع طريق مكة السريع وتقاطع ابن حزم، الأمر الذي يُسهم في توزيع الحركة المرورية وتقليل زمن التنقل بشكل ملحوظ.

ربط محاور استراتيجية

يقع الجسر المعلق في موقع استراتيجي يربط بين جهتي العاصمة، حيث يعد معبر هام بين الرياض الغربية والجنوبية وبين الطريق السريع المتجه إلى جدة، ما يمنحه أهمية كبيرة في تحقيق الانسيابية المطلوبة داخل شبكة الطرق الواسعة للمدينة.

ومن خلال إنشاء الجسرين الإضافيين، ينتظر أن يتم تقليل الاعتماد على الجسر القديم وتوزيع حركة المركبات بكفاءة أكبر.

وتسعى الرياض من خلال هذا المشروع إلى تحقيق التوازن المروري بين محاور المدينة، لا سيما في أوقات الذروة، إذ إن الجسر سيخفف الضغط عن العديد من الطرق البديلة، ويقلل بشكل ملحوظ من حالات الاختناق المتكررة.

دمج التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي

ما يميز مشروع الجسر المعلق في وادي لبن ليس فقط ضخامته الهندسية، بل إدخال تقنيات غير مسبوقة في مجال الفحص والصيانة.

فقد استعانت الأمانة العامة لمدينة الرياض بروبوت مزود بكاميرا بزاوية 360 درجة لفحص كابلات الشد بدقة عالية، وتحديد أي خلل أو اهتزازات بشكل فوري، مما يرفع من مستويات السلامة والجودة الإنشائية.

إضافة إلى ذلك، تم الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الأحمال الهيكلية ومراقبة أداء الجسر في ظروف مناخية مختلفة، الأمر الذي يعد طفرة في مجال صيانة البنية التحتية بالمملكة.

وتسهم هذه التقنيات في توفير تقارير دقيقة حول قدرة الجسر على تحمل مرور العربات الثقيلة، مع تقليل احتمالات الخلل المفاجئ أو التأثيرات البيئية الضارة على هيكله.

الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للمشروع

لا يقتصر تأثير المشروع على الجانب المروري فحسب، بل يتعداه ليشمل العديد من الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.

فمن جهة، ساعد المشروع على خلق مئات من فرص العمل خلال مراحل البناء والتجهيز، وسيسهم لاحقا في تعزيز التوظيف في مجال الصيانة والتشغيل والتقنيات الذكية.

أما من الناحية الاقتصادية، فإن تحسين حركة النقل بين المحاور الحيوية في الرياض سيدفع بعجلة التجارة الداخلية ويعزز من النشاط السياحي في المدينة، نظرا لتيسير الوصول إلى الوجهات المهمة ومناطق الخدمات.

كما يسهم المشروع في تحقيق رؤية المملكة 2030، من خلال دعم الجهود الرامية إلى تحويل العاصمة إلى مدينة ذكية متكاملة، تتميز ببنية تحتية عصرية ونمو متوازن في مختلف القطاعات.

نحو مستقبل مروري أكثر انسيابية في قلب العاصمة

يمثل مشروع الجسر المعلق في وادي لبن خطوة محورية ضمن سلسلة من المبادرات التي تتبناها الحكومة السعودية لتحسين نوعية الحياة في الرياض.

ومع الاستمرار في تنفيذ مشاريع مماثلة، تقترب العاصمة يوم بعد يوم من تحقيق حلم مدينة بلا زحام، حيث تسير الخطط الطموحة بدعم تقني وهندسي منقطع النظير.