السعودية: اطلاق مشروع كبير يختصر السفر بين الرياض وجدة الى 45 دقيقة فقط

اطلاق مشروع كبير يختصر السفر بين الرياض وجدة الى 45 دقيقة فقط
  • آخر تحديث

في خطوة استراتيجية تستجيب لمتطلبات التنمية وتطلعات المستقبل، أطلقت المملكة العربية السعودية مشروع وطني ضخم يتمثل في إنشاء الجسر البري الذي يربط بين العاصمة الرياض ومدينة جدة، كواحد من أبرز المشاريع الداعمة لرؤية السعودية 2030

اطلاق مشروع كبير يختصر السفر بين الرياض وجدة الى 45 دقيقة فقط 

وهذا من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، ويعيد تعريف مفهوم الوقت والمسافة داخل المملكة.

واقع المسافة بين الرياض وجدة

لطالما مثلت الرحلة البرية بين الرياض وجدة تحدي مرهق للمسافرين، حيث تبلغ المسافة بين المدينتين 956 كيلومتر تقريبا، ما يتطلب ما يزيد عن عشر ساعات من القيادة المتواصلة.

وقد انعكست هذه المسافة الطويلة سلبا على المسافرين من حيث الجهد البدني والضغط النفسي، فضلا عن ضياع الكثير من الوقت والموارد.

ومع اعتبار الرياض العاصمة السياسية والإدارية للمملكة، وجدة بوابتها السياحية والتجارية على البحر الأحمر، برزت الحاجة الماسة إلى إيجاد حل استراتيجي يختصر المسافة، ويواكب طموحات المملكة في بناء شبكة نقل متقدمة وسريعة وآمنة.

مشروع الجسر البري

انطلقت فكرة الجسر البري بين الرياض وجدة ضمن مبادرات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باعتباره مشروع حيوي يربط الشرق بالغرب عبر شبكة حديثة من السكك الحديدية، بطول يصل إلى 950 كيلومتر.

ولا يقتصر المشروع على ربط المدينتين فقط، بل يمتد ليشمل تطوير خطوط السكك الحديدية القائمة وتوسيعها لتغطي مناطق إضافية، وتعزيز القدرات اللوجستية للمملكة بشكل شامل.

تسلسل زمني لمراحل المشروع

  • عام 2008: البداية كانت مع تحالف "ترابط"، الذي ضم سبع شركات سعودية وشركة أسترالية لتنفيذ المشروع، لكن بعض التحديات المالية والإدارية أخرت الإغلاق المالي.
  • عام 2011: تم تحويل المشروع بالكامل إلى مشروع حكومي بتمويل من الدولة، مع تقدير كلفة مبدئية تبلغ 7 مليارات دولار أمريكي.
  • عام 2015: أسند صندوق الاستثمارات العامة إعداد التصميم التفصيلي لشركة "Italferr" الإيطالية.
  • عام 2017: أعلن رئيس هيئة النقل العام اكتمال التصاميم، وتحديد آلية التنفيذ بنظام (BOT): البناء – التشغيل – ثم النقل.
  • المرحلة الحالية: تجري أعمال تنفيذ المشروع بالشراكة مع تحالف دولي تقوده شركة صينية كبرى بمشاركة 11 شركة عالمية، تحت إشراف وزارة النقل والخدمات اللوجستية.

تفاصيل فنية وهندسية بارزة للمشروع

  • طول المسار الأساسي: 950 كيلومتر يربط الرياض بجدة
  • زمن الرحلة المتوقع: من 10 ساعات إلى 45 دقيقة فقط
  • السرعة القصوى للقطار: تصل إلى 1000 كيلومتر في الساعة باستخدام تقنية الوسائد المغناطيسية
  • تكلفة المشروع الإجمالية: حوالي 26.3 مليار ريال سعودي
  • المدة التقديرية للتنفيذ: نحو سبع سنوات

ويخطط أيضا لتطوير الخط الحديدي بين الرياض والدمام (بطول 450 كيلومتر)، وإنشاء خط إضافي بطول 115 كيلومتر لربط الدمام بمدينة الجبيل الصناعية، مما يعزز من الترابط بين مختلف أقاليم المملكة.

بنية تحتية لوجستية متكاملة تعزز موقع المملكة

يتضمن المشروع إنشاء سبع مراكز لوجستية استراتيجية، من أبرزها:

  • مركز ميناء جدة الإسلامي
  • مركز الجبيل الصناعي
  • المركز الجاف بالرياض
  • المركز اللوجستي في مطار الملك خالد الدولي
  • المركز اللوجستي في مطار الملك عبدالله
  • مركز ميناء الدمام الجاف
  • مركز ينبع الصناعي

وتهدف هذه المراكز إلى رفع كفاءة سلاسل الإمداد، وتحسين القدرة التنافسية للمملكة كمركز إقليمي في قطاع النقل والشحن.

مميزات استثنائية لمشروع قطار جدة – الرياض

  • اختصار زمن الرحلة إلى 45 دقيقة فقط، ما يحدث تحول في مفهوم التنقل الداخلي.
  • تكاليف تشغيل منخفضة مقارنة بتكاليف السفر الجوي.
  • نقل الركاب والبضائع بنفس الفاعلية والسرعة.
  • مرونة في البنية التحتية تتيح التحول مستقبل إلى مسارين مزدوجين.
  • القطار يستخدم تقنية فائقة الحداثة تجعله يطفو فوق القضبان مغناطيسي، دون احتكاك.

الأهداف الاستراتيجية لمشروع الجسر البري

  • تعزيز قدرات المملكة اللوجستية وربط مراكز الإنتاج بالموانئ والمراكز الصناعية.
  • تطوير منظومة النقل الذكي وتقليل الاعتماد على الشاحنات الثقيلة.
  • تحفيز النمو الاقتصادي عبر تحسين البنية التحتية وخفض تكاليف النقل.
  • تحقيق الاستدامة البيئية من خلال تقليل الانبعاثات واستهلاك الوقود.
  • خلق آلاف فرص العمل للمواطنين في مجالات متعددة، تشمل التخطيط والبناء والتشغيل والصيانة.

قفزة تنموية تختصر الزمن وتفتح آفاق المستقبل

يمثل مشروع الجسر البري بين الرياض وجدة خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر تكامل وارتباط داخل المملكة، ويجسد الرؤية الطموحة لقيادة تسعى إلى تحويل التحديات إلى إنجازات.

وإنه ليس مجرد قطار فائق السرعة، بل رمز لتحول اقتصادي ولوجستي شامل يعيد تعريف مفهوم الحركة والاتصال بين أطراف الوطن.