4 تعديلات هامة على نظام الاراضي البيضاء في السعودية تتضمن فرض رسوم على العقارات الشاغرة في هذه الحالات

4 تعديلات هامة على نظام الاراضي البيضاء في السعودية
  • آخر تحديث

في إطار المساعي الحثيثة لتعزيز كفاءة السوق العقارية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان عن تعديلات جوهرية على نظام رسوم الأراضي البيضاء، شملت تغييرات في نسب الرسوم، وتوسيع نطاق النظام ليشمل العقارات الشاغرة، فضلا عن شمولية استخدامات الأراضي المستهدفة.

4 تعديلات هامة على نظام الاراضي البيضاء في السعودية 

وتمثل هذه الخطوة جزء من الرؤية الوطنية لمعالجة الاحتكار العقاري، وتحفيز تطوير الأراضي داخل النطاقات العمرانية.

رفع نسبة رسوم الأراضي البيضاء من 2.5% إلى 10% سنويا

واحدة من أبرز النقاط التي جاءت في التعديلات الجديدة تتعلق برفع نسبة الرسوم السنوية المفروضة على الأراضي البيضاء.

فبعد أن كانت النسبة في النظام السابق ثابتة عند 2.5% من قيمة الأرض سنويا، تم تعديلها لتصبح 10% سنويا من قيمة الأرض البيضاء، وهي زيادة تهدف إلى الحد من الاحتفاظ غير المبرر بالأراضي غير المطورة، وتشجيع ملاك الأراضي على تطويرها أو عرضها للبيع، بما يسهم في تنشيط الحركة العمرانية وزيادة المعروض السكني.

فرض رسوم على العقارات الشاغرة غير المستغلة لفترات طويلة

في خطوة جديدة كليا على مستوى التشريع العقاري في المملكة، شملت التعديلات إدراج العقارات الشاغرة التي لم تكن مشمولة في النظام السابق ضمن نطاق الأراضي الخاضعة للرسوم، وذلك في حال بقائها غير مستغلة لفترات زمنية طويلة دون مبرر مقبول.

ويقصد بالعقارات الشاغرة هنا المباني الواقعة داخل النطاق العمراني التي لم يتم استخدامها أو استثمارها بالشكل الملائم، مما يؤدي إلى تعطيل فرص توفير معروض سكني وتجاري يلبي حاجة السوق.

توحيد المراحل وتحديد المساحة المستهدفة

تضمنت التعديلات أيضا إعادة تنظيم المراحل المستهدفة من فرض الرسوم، عبر توحيدها لتشمل كل أرض أو مجموعة أراضي تبلغ مساحتها 5,000 متر مربع أو أكثر ضمن النطاق الجغرافي المحدد، ما يسهل عملية الرصد والتنفيذ، ويحقق عدالة أكثر في تطبيق النظام، كما يقلل من التباين بين المدن والمناطق المختلفة في المملكة.

توسيع نطاق استخدامات الأراضي المشمولة

كان النظام السابق يقتصر في تطبيق الرسوم على الأراضي ذات الاستخدام السكني أو السكني التجاري فقط، ولكن التعديلات الجديدة وسعت هذا النطاق لتشمل كل أرض فضاء قابلة للتطوير داخل حدود النطاق العمراني، وبصرف النظر عن الغرض المستقبلي لتطويرها، ما يعزز فكرة الاستفادة القصوى من الأراضي داخل المدن، ويمنع ترك مساحات واسعة معطلة دون تطوير.

مهل تنظيمية لإصدار اللوائح التفصيلية

ولتفعيل هذه التعديلات بصورة منهجية ومنظمة، سيتم إصدار اللوائح الخاصة بالأراضي البيضاء خلال 90 يوم من تاريخ الإعلان، بينما ستصدر اللوائح التفصيلية المتعلقة بالعقارات الشاغرة خلال سنة، ما يتيح للجهات المختصة والمواطنين والمطورين العقاريين الوقت الكافي لفهم واستيعاب آلية التطبيق، واستعداد السوق للتعامل مع هذه التحولات.

أثر استراتيجي على السوق العقارية

من المنتظر أن تسهم هذه التعديلات في إعادة هيكلة المشهد العقاري في المملكة بشكل أكثر توازن، من خلال تحفيز الملاك على استثمار الأراضي والمباني غير المستغلة، مما يرفع من مستوى المعروض ويكبح جماح الارتفاع غير المبرر في الأسعار.

كما تعد هذه الإجراءات أداة رئيسية في محاربة المضاربة العقارية، وتوجيه رؤوس الأموال نحو مشاريع فعلية تسهم في تلبية الطلب الحقيقي.

خطوة في الطريق نحو تنمية عمرانية مستدامة وفعالة

في المجمل، فإن التعديلات على نظام رسوم الأراضي البيضاء والعقارات الشاغرة تمثل إحدى الركائز التشريعية المهمة التي ترسخ توجه المملكة العربية السعودية نحو تنمية عمرانية متوازنة ومستدامة، وتؤكد التزام الدولة بتفعيل أدواتها التنظيمية لدعم سوق عقارية عادلة وفعالة ومتاحة لجميع المواطنين.