خطوات الاعفاء من رسوم التقاضي بشكل نهائي

خطوات الاعفاء من رسوم التقاضي بشكل نهائي
  • آخر تحديث

في إطار سعي المملكة العربية السعودية إلى تطوير المنظومة القضائية، وتحقيق مبدأ العدالة الناجزة، أكد المحامي نايف المرشدي أن جميع الأطراف في النزاعات القضائية تعفى من التكاليف القضائية إذا توصلوا إلى تسوية ودية قبل بدء الإجراءات الرسمية.

خطوات الاعفاء من رسوم التقاضي بشكل نهائي 

ويأتي هذا التوجه كجزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز ثقافة التفاهم والحلول البديلة للنزاع، وتقليل الاعتماد المفرط على المحاكم.

هذا التصريح جاء في مقابلة أجراها المحامي مع قناة "الإخبارية"، حيث أوضح من خلاله أن الهدف من هذه الخطوة لا يقتصر على تقليل التكاليف، بل يمتد إلى تقليل الضغط على القضاء، وتسريع البت في القضايا المهمة، وتخفيف المعاناة عن المتقاضين.

القضاء للجميع ولكن بشروط واضحة

أكد المرشدي أن أبواب المحاكم السعودية مفتوحة للجميع دون تمييز، مشدد في الوقت ذاته على ضرورة أن يتحلى المتقاضون بالمسؤولية القانونية، وذلك من خلال التأكد من اكتمال مستنداتهم ووثائقهم قبل رفع القضايا، لئلا يرفض طلبهم أو يتعثر مسار الدعوى بسبب نقص الأوراق.

وأشار إلى أن من يقدم دعواه بمستندات قانونية مكتملة ومستوفية للشروط، فلن يطالب بسداد أي تكاليف قضائية، وهو أمر يسهل إجراءات التقاضي ويرفع من كفاءتها.

نظام التكاليف القضائية

يتكامل هذا التوجه مع ما نص عليه نظام التكاليف القضائية الذي صدر في عام 1443هـ، والذي يعد من أهم الأنظمة التي شهدها قطاع العدالة السعودي مؤخرا، ويهدف النظام إلى:

  • تحفيز الخصوم على تسوية النزاعات ودي قبل التوجه إلى المحكمة.
  • ترشيد استخدام موارد القضاء وتخصيصها للقضايا التي تستحق النظر القضائي.
  • رفع كفاءة العمل القضائي من خلال تقليل حجم القضايا المنظورة.
  • تعزيز ثقة المتقاضين في النظام العدلي من خلال خيارات أكثر مرونة وإنصاف.

إعفاءات إنسانية وعدلية تؤكد مرونة النظام القضائي

من الجدير بالذكر أن النظام لا يطبق بصورة جامدة أو قاسية، بل تم تضمين عدد من الاستثناءات من التكاليف القضائية مراعاة للظروف الإنسانية والاجتماعية، ومن بين تلك الحالات:

  • القضايا التي تحل ودي قبل النظر فيها من قبل المحكمة.
  • القضايا ذات الطابع الإنساني، والتي تراعي حالات الضعف أو الاحتياج.
  • بعض الدعاوى المتعلقة بالأحوال الشخصية، حيث يكون الهدف هو لم الشمل وحماية الكيان الأسري.

وتكشف هذه الاستثناءات عن الطابع المرن والعادل للنظام القضائي السعودي، الذي يسعى إلى الموازنة بين تطبيق القانون واعتبارات الواقع الإنساني.

أثر هذا التوجه على المنظومة القضائية والمجتمع

يعكس هذا الإعفاء من التكاليف القضائية في حال التسوية الودية تحول جذري في فلسفة التقاضي بالمملكة العربية السعودية، حيث لم يعد الهدف هو الوصول إلى الحكم القضائي فحسب، بل إيجاد حل يرضي الطرفين دون اللجوء إلى النزاع الكامل، مما يؤدي إلى:

  • تقليل عدد القضايا المتراكمة في المحاكم.
  • تسريع إنجاز القضايا الأخرى ذات الأولوية.
  • تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين الأفراد والمؤسسات.
  • تخفيف الأعباء المالية والنفسية على الخصوم.
  • رفع كفاءة العمل القضائي عبر تخصيص الجهد لما لا يمكن حله خارج المحكمة.

العدالة الناجزة تبدأ من خارج قاعات المحاكم

لقد أثبتت التجربة أن كثير من النزاعات يمكن حلها عبر الحوار والتفاوض قبل الوصول إلى القضاء. والآن، ومع هذا التوجه الرسمي الجديد، لم تعد التسوية الودية خيار ثانوي، بل خيار محفز ومفضل من قبل النظام القضائي نفسه.

إن إعفاء المتخاصمين من التكاليف القضائية عند الوصول إلى صلح ودي، يعد بمثابة رسالة مباشرة من العدالة السعودية: "التفاهم هو الطريق الأقصر للحق، والأقل كلفة للعدالة."